كذبة الوقت من ذهب !

إن كانت هناك سلة خاصة بالكذب -عذراً على العبارة- فإنها أولى بالمثل أو الحكمة القائلة : (الوقت من ذهب )



فالوقت ليس من ذهب أو جوهر أو ألماس إنه أغلى من هذا كله أتدري ما الوقت ؟؟
إنه عمرك .....
فهل يعدل عمرك شيء ؟



عجباً لشخص فارغ على فراشه يتمطّى كل ساعة ويتثاءب كل لحظة وربما تناول هاتفه الجوال وبدأ يقلب فيه وربما فتح لعبة يتسلى بها ، أو جعل يراسل شخصاً عن طريق الواتس أب ، وقد يمل ويرمي هاتفه جانباً ويتلفت يميناً وشمالاً ، أو جلس واضعاً خده على يده ويتنهد !!




إن الأعجب من هذا من يعزم على قتل الوقت كما هو دارج على الألسن فيبحث عن مجلس يقضي فيه هذا الوقت الذي هو من ذهب !! فيقتله بقتل دينه وحسناته بغيبة مسلم أو هزء بجليس ، وقد يخرج من هذا المجلس وقد جعله في سجل الذكريات الجميلة التي لا تنسى .



أتذكرون كيف يكون حال طالب المدرسة أو الكلية كيف يكون عنده الوقت أغلى من كل شيء ، وقد يدخل صالة الإمتحان وهو لم يعدّ نفسه له إعداداً صحيحاً وقد يترجى المراقب عندما يصيح بالطلبة : (ارموا المذكرات جانباً ابتداً الإمتحان ) ويستجديه ولو بخمس دقائق ؟




هذا مثال دنيوي ..



فما بالكم بالذي ينتهي أجله فتأتيه الملائكة لتخرجه من هذه الدنيا لأن وقته قد نفد وهو يقول : (رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )



يُذكر أن رجلاً زار مقبرة فصلى عندها ركعتين -على حرمة الصلاة في المقبرة- فاتكأ على قبر فأخذته سنة من النوم فرأى صاحب القبر ، وقال له : صليت ركعتين لم تحسنهما ، إن أهل القبور ليتمنون إن يرجعوا إلى الدنيا ليسبحوا تسبيحة واحدة .



ويحكى عن المعتصم أنه لما حضرته الوفاة أنه قال ؟ أموت؟ لو علمتُ أن الأمر كذلك لما فرطت ...



وقال الحسن البصري رحمه الله : لم أتحسر على ساعة إلا ساعة مضت نقص فيها من عمري ولم يزد فيها من عملي .

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


إذا فالوقت أغلى من كل شيء في الوجود ... فلا بد من شغله بما ينفع وصونه عما يضر ، ومن النماذج الأمثلة المحتذاة في حفظ الوقت ما يذكر عن خالد بن معدان أنه كان يسبح في اليوم 12 ألف تسبيحة .



ويذكر عن العالم الكبير والواعظ الشهير ابن الجوزي أنه إذا أتاه أضياف رحب بهم وأدنى مجلسهم وهو في أثناء ذلك يبري الأقلام . لأنه مشتغل بالعلم والكتابة .


والأمثلة كثيرة جداً ......

وبعد هذا يا سادة : لابد من عمل برنامج يصون لنا الوقت ونرتب فيه أعمالنا ، ولنجعل الحظ الأوفر منه لما ينفع في الدار الآخرة لأنها دار المستقر ، أما الدنيا فعرض زائل ، ولنعدّ جواباً للسؤال : ( وعن عمره فيما أفناه ) .




فهل عرفتم زيف هذه العبارة ....الوقت من ذهب ؟؟؟





بقلم // نجم تهامة